الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

أحترفُ الحزنَ والإنتظار *


*
أحترفُ الحزنَ والإنتظار  أرتقِب الأتي ولا يأتي تبددت زنابقٌ الوقتِ عشرُونَ عاماً وأنا أحترفُ الحزن والأنتظار * تقولُ فيروزْ , ولكنّي إحترفته لثلاثِ ساعاتٍ ونصف ودقائقَ معدودَة .

السّاعة 2:14 مساءً .
و أنا في الطريقْ على أمَل اللقاءِ بِك , تتهاطل الأمطَار فجأه , أستبشُر خيراً بأن لقائنـا سيكُون مختلفاً هذه المرّه .
طق طق طق طق طق , في وسَط الطريق أدركُ بأنّ إختياري لإرتداءِ كعبيَ الأسوَد من أسوء إختياراتِي لهذا اليَومْ , و لكنّي أسيرْ , و أسيرْ و أستمّر في السير , و أتحمّل و أتبلل و أتحمّل و أتبلل كلْ هذا لكّي ألتقي بِك , و لا يهمنِي كيفَ سيكُونُ شكلي في نهآية المسير و لا يُهمنِي إن سَاح كحلي الأسود , و إن تبلل وشَاحي , ولكنّي أستمر في السيّر , فأنتَ لا تدرِي مالذي يعنِيه لقيَاكْ.
2:36
أتوقّف عندَ المقهَى الذي سنلتقي فيه , أفتَحُ البابُ و أدخُل برجلي اليمينْ , و أدعو الله من الداخل أن يكُون شكلي لائقاً بِك , لائقاً بنفسِك و روحَك الجميلة , لائقاً بعينَاك البريئتان .
أجلِسُ على طاولةٍ ذات كرسيين , واحدٌ لي و الأخر لك , أطلب قهوتين , لي و لكْ , و أبدأ بـ العَد العكسيِّ للإنتظَار  .
دقيقه , دقيقتَان و وكأنهما عامان , يمرّ الوقت و انا أنتظر و أنتظر , و كلمَا دخل شخصٌ ما , أنظر مباشرةً لعلّه أنتْ , ثمّ أنزِلُ رأسي منتَكِسةً  .

أغادرُ المقهَى كما جئتُه تماما الساعه 6:00 مساءً ,  ولكِن بمنظرٍ مختلفْ , بتفكيرٍ مختلفْ , بحمِل أثقل .
ألومُ الحَظ , ثمّ أقول بأنّه كانَ يومٌ سيء منذ هطُول الأمطار , ألوم الوقتْ ! , ثمّ ألومُ نفسِي و أدركُ بأنّك مجرّد مضيعَة وقتٍ ليسَ إلّا .


- ليسَ في الإنتظَارٍ أي لذّةٍ سوى أنّه يعلمَك الصبّر , إنتظَار الذين نحبّهم يجعلننَا ندرك مدى الكم الهائل من الغباء الذي نتملّكه , إنتظار الذين لا يدرون عنّا و لا يسألون , هو بحد ذاته إرهاقٌ نفسّي ووجِب علينا ان تتخطّاه .