جُزء من هذه المدونَة واقعِي كمُعتقدات جدتِي , و جُزء منها مِن محض الخيَال .
تقول جدتِي أنّ من يقتُل الخنَافس , تأتي إليه في قبرِه و تأكل عينَاه , و من يقتُل النمل بالنّار يمُوت حرقاً , و من يُغرقه بالماء يمُوت غريقاً , و عندمَا يمُوت يأتي إليه النمل ليأكل عينَاه !
رُغمَ أنّي قرأت معلومه بأن النمل يمكنه السباحة في الماء لمدة أسبُوعين , و لا أعرف مالذي يحصل له بعد ذالِك بالتحديد ...
رُبما يستقر على يابسةٍ ما .
- هل تنطبق هذه الأسطُورة على الصراصير ؟
- لا أدري و لكنّي لا أتمنّى ذالِكَ .
جدتي تُحب النمل , و تطعمُ النمل , ترش له حبّاتِ السكّر , كالؤلؤ تمامًا , فيفرحُ النمل بها , يبدأون بالركض في إتجاه السكّر , يحملونها على أكتافهم الصغيرة و ينقلونها إلى منازلهم .
و لكنّي لا أحبّ النمل , و لطالما ظننتُ بأنّه شرير , و عندما يقرر المهاجمة على مكانٍ ما يعلنها حرباً لا هوادةَ فيها !
- إنّه صغير جداُ يا جدتِي , كيف يستطيع حمل حبّات السكر هذه كلها !؟ هل نساعده ؟
- لا , فحتما سنهدمُ قريتهم و نحطّم منازلهَم و نفزعُ أطفالهم و لا نريد المشاكل !
قرصَاتُه قويَة و يُقال بأن في قرصِه فوائد ! إذا ما ألتقينا في مكَانٍ واحد , أترك له المكَان و أرحَل ...
في إحدى المرات قررت مملكة للنمل أن تغزو منزلنا ! " إذا فالتذهب نصائح و خرافاتِ جدتي للحديقَة و لتقرعَ طبٌول الحرب , إنّه النملُ "
تقول الأم : خبؤوا أكيَاس السكّر و لملموا فتاريشَ الخبزة , و لنقلب البيتَ رأساً على عقِب علّنا نكتشف المقر الرئيسي لتلك القريَة .
حوار يدور بين الإبنتان :
- لكن هذا غيرُ كافٍ يا أماه !
- إنني حتماً لن أشاركَ في هذه الجريمَة الشنعاء .
- لكنه سيسيطر على المنزل إن لم نقضي عليه مبكرا .
- سيأتي ليأكل عيناكي في القبر , هل تريدين أن تكُوني مفقوئة العينين ؟
- لا , لا أريد و لكن هل تريدين أن تتعرضي للقرص من قِبله ؟
لتتدخل الأم بين الأختين و تقُول : - في حالةٍ كهذه يجُوز التخلص منه لأنه يؤذينا يا عزيزاتي !
- ولكن ..... حسناً سأبحث عن طريقة على الإنترنت للتخلص منه .
الطريقَة :
ضعي قطعة رُخام * مرمارة * في المكَان الذي يتواجد فيه النمل بكثرة , رشّي أمامهَا قليلاً من السكر و الفلفل الأسود * الأكحل يعني * , سيرى النمل حبات السكّر , تدمع عيناه و يركُض ناحيتها , ليتفاجأ بوجود فلفل , و سيكُون قد فات الأوان , فـ عندما يدخل النمل لمنطقة الخطر , سيشم رائحة الفلفل , سيشعر بالدوار و يرتطم رأسه الزجاجي الصغير بالمرمارة و ينكسر و .... و يموُت !
لتُعلن تلك القريَة الطواريء و بوجودِ عدد كبير من الضحايا , تُقرر الملكة إنقاذّ ما تبقّى لها من شعبْ , فيُلملمونَ أتربتهَم و سُكرهم و فترشَهم و من ثمّ ينتقلون .
إننا حقاً نتأسف لما وقَع لكم من مأساةٍ و لكنّ العينَ بالعين و السنّ بالسنّ و البادي أظلَم !
- هل عرفتي أينَ كانوا يقبعُون ؟
- لا لم أعرف , و لكنّي أشّك في تلك الفتحَة الصغيرة بجانب النافذه .