السبت، 31 مايو 2014

طبعك غريب *




غريبٌ جدا ، و غرابتُك تزعجني جدا و لكنّي أتحمّل ، و يبدوا لي بأنني تحملتُ كثيرا ، إنحنى ظهري ، و إكفهّر وجهي و أنت أتعبتني .
يومًا أظن بأني فهمتك جيدا ، و في صباح اليوم التالي ، أدرك كم الخطأ الفادح الذي وقعتُ به .
كفاك ترنّحا ، إستقّل ، إثبت ، ماعادت أعصابي قادرة على مجاراتك ، و مجاراة أفعالك .
أكان من الصعب جدا أن يُخلق الإنسان بكتيّب إرشادات ، أكانت الأرض ستنشق ؟ أم أن ثقب الأوزون يتسّع ، أم أن الجليد سيذوب و يغطّينا الماء ؟ ... غريب !
ما إن نظن بأننا فهمناهم ، حتى ندرك في الدقيقة التالية بأننا مخطئون .
أفعالك ، تصرفاتك :
أتعبتني
أهلكتني
أنهكتني
أفزعتني
أتلفتني ،
أتلفتني ، و سرقتني منّي ، روحي خالية منّي ، مليئة بك ، كيف لك أن تسكن جسدي ، رغم مزاجيّتك العفِنة .
ما خطبُ تلك الفتاة التي لاطالما كرهت وجوهه المزاجيين , تلك الفتاة التي كانت مستعدّه بأن تلقي بهم من على فوهة بركان فقط ليريحوا البشرية من مزاجيتّهم .
قالت إحداهنّ : أنتِ بحر نقي ، يؤنس الناس ، يسرّ الحزين ، و يفرح المسكين ، و هو يلوثك ، هو نقطةٌ سوداء ، و إنيَ أرى بأنّ هذه النقطة بدأت تجتاحُ البحر ، و لا أحد يمكنه إنقاذ البحر ، إلا البحر ! 
أزحيه , دمرّيه , جرّيه و أرميه على إحدى الشواطيء في جزيرة نائية حتّى يتعلّم .

و لكن ماذا إذا كان البحر خاويا ، مجرّد ماء ، باهت اللون ، مالح الطعم ، لا الأسماك ترضى أن تعيش فيه ولا الأعشاب , بحر أسنٌ  ضعيف ، راكد لا يستطيع فعل شيء .


أراك زهرةً حمراء ، تتربّع عالعرش كالملك ، بين الأشواك الذابلة في صحراء قاحلة .
ألا يُحيي الوردُ الأحمر الحياة في صاحبه ؟ إذا كيف لي أن أراه يقتلني في اليومِ ألف مرّه !

- هل يمكنني الإبتعاد !
- لا
- لماذا
- لأنّكِ منّي
- و لكن ...
- إصبري ، سأتغيّر ، ثقي بي سأتغيّر حتما .

| لم تتغير ، و لن تتغيّر و لكنّي لا أستطيع الهرب بعيدا ، و حيدةً ، فـ من ذلك الذي سيلملم بقايا إنسان !
سأطبع على وجنتك قبلةً حتّى أرى منها النور
فأنت السعادة و أنت السرور
رُغم قسوتك و رغم .... كل هذا الـ ...

الخميس، 1 مايو 2014

حلّق عاليّا !





"طيري ياطياره طيري يا ورق وخيطان نفسي ارجع بنت صغيره ع سطح الجيران وينساني الزمان ..ليت الزمن نسيني وتركني طفله صغيري " , كالعادة فيروز تغنّي و أنا أتأمل ! وشعورٌ بالتحليق عاليًا يرافقني ليتلاشى هذا الشعور ما إن أرجع للواقع .
للعلم فقط إني أكتب هذه التدوينه وأصوات القصف في الشارع نسمع فيه !! , يبدوا أنه شجار بين قطط كبيرة الحجم .. 
عوده للخيال.
و أنا جالسةٌ أتامل السماء رأيت ذلك السرب من العصافير المارْ , والغريب في الموضوع أنه ثمة شكارة خبزه سوداء تتبعهم , ليصطدم بها ذلك العصفور فتلفُّ وجهه بكل قسوةٍ , تُعمى عيناه عن الطريق ومن ثم يسقط لتتلاشى بقاياه على المارّه وتتعالى أصواتُ الصراخ ... أمزح فقط , هو في الواقع لم يسقط بل تجاوزها بكل نباهةٍ وشطارة ليتفاخر أمام أبناء سربه بأنّ لديه عينا صقرٍ حاده , حاقدين مهنّئين له على هذا الإنجاز .
ماذا عن الشكاره مالذي حصل لها ؟ المسكينه تكومت في نفسها وسقطت , ياحسرتاه المسكينه كانت تريد الطيران فقط , لا أخفي بأنني تشمت قليلا لأني تمنيت بأن أكون مكانها , * و أطير و أرفرف في الفضا تيرارا واهرب من الدنيا الفضاء وكفايه عمري اللي انقضاء تيرارا * سأكتفي بتخيلي و أنا أطير في خيالاتي فقط , فبعد رؤيتي لتلك الشكارة أدركت بأنّ التحليق عاليا جميلٌ جدا , ولكن ما مايعقبه من سقوط هو الأسوء , لكن لكن لكن للمره الألف إذا ما حافظت على توازنك وجلبت المواد اللازمه للطيران طر وحلق ولا تكترث لأمر العصافير , المهم ألا تكون نهايتك كنهاية عباس إبن فرناس .

2-

ماذا لو كنا قادرين حقًا على التحليق ها ؟ تخيّل معي , ستصبح السماء تعجّ بالبشر , ستصبح سوداء , غائمةً دائما , الفقراء في الأسفل و أصحاب الطبقةِ المخمليّة في الأعلى ... وهكذا ! إن في عدم تحليقنا أيه .

حسنًا كفانا تخيلاً ولنعد للواقع المُقيتْ .



 -  للذين يتسألون عن عباس إبن فرناس قوقلوه ؛))