السبت، 31 أغسطس 2013

مملكةُ النمل ...





جُزء من هذه المدونَة واقعِي كمُعتقدات جدتِي , و جُزء منها مِن محض الخيَال .

تقول جدتِي أنّ من يقتُل الخنَافس , تأتي إليه في قبرِه و تأكل عينَاه , و من يقتُل النمل بالنّار يمُوت حرقاً , و من يُغرقه بالماء يمُوت غريقاً , و عندمَا يمُوت يأتي إليه النمل ليأكل عينَاه ! 
رُغمَ أنّي قرأت معلومه بأن النمل يمكنه السباحة في الماء لمدة أسبُوعين , و لا أعرف مالذي يحصل له بعد ذالِك بالتحديد ...
رُبما يستقر على يابسةٍ ما .

- هل تنطبق هذه الأسطُورة على الصراصير ؟
- لا أدري و لكنّي لا أتمنّى ذالِكَ . 

 جدتي تُحب النمل , و تطعمُ النمل , ترش له حبّاتِ السكّر , كالؤلؤ تمامًا , فيفرحُ النمل بها , يبدأون بالركض في إتجاه السكّر , يحملونها على أكتافهم الصغيرة و ينقلونها إلى منازلهم .
و لكنّي لا أحبّ النمل , و لطالما ظننتُ بأنّه شرير , و عندما يقرر المهاجمة على مكانٍ ما يعلنها حرباً لا هوادةَ فيها ! 
 
- إنّه صغير جداُ يا جدتِي , كيف يستطيع حمل حبّات السكر هذه كلها !؟ هل نساعده ؟
- لا , فحتما سنهدمُ قريتهم و نحطّم منازلهَم و نفزعُ أطفالهم و لا نريد المشاكل !

قرصَاتُه قويَة و يُقال بأن في قرصِه فوائد !  إذا ما ألتقينا في مكَانٍ واحد , أترك له المكَان و أرحَل ...
في إحدى المرات قررت مملكة للنمل أن تغزو منزلنا ! " إذا فالتذهب نصائح و خرافاتِ جدتي للحديقَة و لتقرعَ طبٌول الحرب , إنّه النملُ "

تقول الأم : خبؤوا أكيَاس السكّر و لملموا فتاريشَ الخبزة , و لنقلب البيتَ رأساً على عقِب علّنا نكتشف المقر الرئيسي لتلك القريَة .
حوار يدور بين الإبنتان :
- لكن هذا غيرُ كافٍ يا أماه !
- إنني حتماً لن أشاركَ في هذه الجريمَة الشنعاء .
- لكنه سيسيطر على المنزل إن لم نقضي عليه مبكرا .
- سيأتي ليأكل عيناكي في القبر , هل تريدين أن تكُوني مفقوئة العينين ؟ 
- لا , لا أريد و لكن هل تريدين أن تتعرضي للقرص من قِبله ؟
لتتدخل الأم بين الأختين و تقُول : - في حالةٍ كهذه يجُوز التخلص منه لأنه يؤذينا يا عزيزاتي ! 
- ولكن ..... حسناً سأبحث عن طريقة على الإنترنت للتخلص منه .

الطريقَة : 
ضعي قطعة رُخام * مرمارة * في المكَان الذي يتواجد فيه النمل بكثرة , رشّي أمامهَا قليلاً من السكر و الفلفل الأسود * الأكحل يعني * , سيرى النمل حبات السكّر , تدمع عيناه و يركُض ناحيتها , ليتفاجأ بوجود فلفل , و سيكُون قد فات الأوان , فـ عندما يدخل النمل لمنطقة الخطر , سيشم رائحة الفلفل , سيشعر بالدوار و يرتطم رأسه الزجاجي الصغير بالمرمارة و ينكسر و .... و يموُت !

لتُعلن تلك القريَة الطواريء و بوجودِ عدد كبير من الضحايا , تُقرر الملكة إنقاذّ ما تبقّى لها من شعبْ , فيُلملمونَ أتربتهَم و سُكرهم و فترشَهم و من ثمّ ينتقلون . 

إننا حقاً نتأسف لما وقَع لكم من مأساةٍ و لكنّ العينَ بالعين و السنّ بالسنّ و البادي أظلَم !

- هل عرفتي أينَ كانوا يقبعُون ؟
- لا لم أعرف , و لكنّي أشّك في تلك الفتحَة الصغيرة بجانب النافذه .


هناك تعليق واحد:

  1. يقال بحسب معتقدات اخوالى فى درنة بإن النمل إذ بدأ ينتشر ويحفر فى البيت فأن اهله عازمين على الانتقال من المكان بالرغم من ظهور النمل بين فترة واخرى فى بيتنا ولكن حتى الآن لم ننتقل بشكل نهائى بل تنقلات لنعود لبيتنا الرئيسى ببنغازى بشكل دائما :)

    ردحذف