في
ليلةٍ بارده ، ليلةٍ من ليالي الشتاء البارد ، أجلس أمام النافذه
مغمضة عيني ، مستمتعةً بصفعاتِ البرد القارص ، يبرد وجهي و يتجمد أنفي أشعر
بصداع في نصف رأسي و لكنّي لا أكترث فالمتعة تكمنُ في الألم ، ساعه ،
ساعتان ، جالسه لا أبالي بأحد ، حتى قاطعني صوتُ أمّي ' صكري الروشن ، و
أنا انقول الصقع من وين جاينا ' . كالفتاة المطيعةِ تماما أقفل النافذه ، مرددةً في رأسي ' ما تخليش حاجه زي هكي اتخربلك مزاجك ' .
مشتاقةٌ أنا لتلك الصُّدف التي كانت تجمعنا ، و نسيم الهواء البارد جعلني
أحنّ لك أكثر و أكثر ، مشتاقةٌ لتلك الكلمه التي جعلتني أقع في حبك بسببها ،
مشتاقة لتلك النظرات التي كنّا نتبادلها ، مشتاقةٌ لظلك الذي كان يغطيني ،
لسماءٍ ، لممر ، لشارع ، يجمعنا . أعود إلى الغرفه أجلس على السرير ، و أفتحُ حسابي ، لأجد منك رساله ! ' يارباه ، لابد و أن صلواتي قد أستجيبت ' تلك اللحظات الفاجعه و المفرحه لا تنتسى ، لينظم ذالك اليوم كيومٍ تاريخي بالنسبةِ لي . واصلنا الحديث حتى ساعاتٍ مطوّله ، ولكنّ النعاس قد غالبني ، كم وددت أن اطيل الحديث معك و ألا انهيه أبدا ولكن .... - نبّي نرقد توا ، مع السلامه . - مع السلامه ، في أمان الله .
مرت على اخر محادثه ما يقارب الشهر ، وكل ما إشتقت لك أعود لقراءة الرساله
من جديد ، لاعنةً النوم ، لاعنةً الوقت المتأخر الذي جئت فيه ، لاعنة
الكبرياء ، منتظرةً إياكَ تعيدَ الكرّه .
اوه يالها من حمقاء... !
ردحذف