الأربعاء، 5 مارس 2014

...



في ليلةٍ بارده ، ليلةٍ من ليالي الشتاء البارد ، أجلس  أمام النافذه مغمضة عيني ، مستمتعةً بصفعاتِ البرد القارص ، يبرد وجهي و يتجمد أنفي أشعر بصداع في نصف رأسي و لكنّي لا أكترث فالمتعة تكمنُ في الألم ، ساعه ، ساعتان ، جالسه لا أبالي بأحد ، حتى قاطعني صوتُ أمّي  ' صكري الروشن ، و أنا انقول الصقع من وين جاينا ' .
كالفتاة المطيعةِ تماما أقفل النافذه ، مرددةً في رأسي ' ما تخليش حاجه زي هكي اتخربلك مزاجك ' .
مشتاقةٌ أنا لتلك الصُّدف التي كانت تجمعنا ، و نسيم الهواء البارد جعلني أحنّ لك أكثر و أكثر ، مشتاقةٌ لتلك الكلمه التي جعلتني أقع في حبك بسببها ، مشتاقة لتلك النظرات التي كنّا نتبادلها ، مشتاقةٌ لظلك الذي كان يغطيني ، لسماءٍ ، لممر ، لشارع ، يجمعنا .
أعود إلى الغرفه أجلس على السرير ، و أفتحُ حسابي ، لأجد منك رساله !
' يارباه ، لابد و أن صلواتي قد أستجيبت '
تلك اللحظات الفاجعه و المفرحه لا تنتسى ، لينظم ذالك اليوم كيومٍ تاريخي بالنسبةِ لي .
واصلنا الحديث حتى ساعاتٍ مطوّله ، ولكنّ النعاس قد غالبني ، كم وددت أن اطيل الحديث معك و ألا انهيه أبدا ولكن ....
- نبّي نرقد توا ، مع السلامه .
- مع السلامه ، في أمان الله .

مرت على اخر محادثه ما يقارب الشهر ، وكل ما إشتقت لك أعود لقراءة الرساله من جديد ، لاعنةً النوم ، لاعنةً الوقت المتأخر الذي جئت فيه ، لاعنة الكبرياء ، منتظرةً إياكَ تعيدَ الكرّه .

هناك تعليق واحد: